اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائم ياكريم
سعوديتان متعلمتان تبيعان القهوة والرطب على الرصيف
قالت صحيفة "الوطن" السعودية إن شقيقتان سعوديتان إحداهما جامعية والثانية تحمل شهادة الثانوية العامة تعملان في بيع القهوة والرطب قبيل ساعة الإفطار على أرصفة شوارع إحدى مدن السعودية أكبر مصدر للخام في العالم.
وتتفاقم أزمة البطالة في السعودية صاحبة أكبر اقتصاد عربي، وذكر تقرير مؤخراً أن 78 في المائة من حاملات الشهادة الجامعية عاطلات عن العمل في السعودية كما أظهرت أخر دراسة رسمية ارتفاع نسبة بطالة السعوديات إلى 28.4 بالمائة في 2009 مقارنة مع 26.9 بالمائة في 2008.
وذكرت الصحيفة اليومية أنه في الوقت الذي تمتد فيه أيدي كثير من المتسولين والمتسولات لطلب المال في شهر رمضان المبارك، تكافح الشقيقتان حنان (جامعية) وسلوى (حاصلة على شهادة الثانوية العامة ودورات تأهيلية متنوعة من مراكز متخصصة) في كسب قوتهما بعملهما في بيع القهوة والرطب قبيل ساعة الإفطار على أرصفة بعض شوارع الطائف.
وترى الشقيقتان في هذا العمل سعادة لا توصف على حد تعبيرهما، وخاصة أن هذا العمل مساعدة لوالداتهما ووالدهما ومحاولة منهما لتجاوز الظروف المادية القاهرة التي تعيشها الأسرة المكونة من ثماني فتيات، حيث "ضنت وشحت عليهما الجهات الحكومية والخاصة بتأمين وظيفة تؤمن لهما مصاريف الحياة".
وبلغت نسبة البطالة في السعودية 10.5 في المائة العام الماضي حسب البيانات الرسمية، ويمثل توفير فرص عمل للمواطنين السعوديين الذين تزايد عددهم بسرعة ليتجاوز 18 مليوناً أحد أكبر التحديات التي تواجه قيادة البلاد.
والتقت صحيفة "الوطن" بالفتاة الكبرى "حنان"، والتي بينت أنه لولا ظروف الحياة القاهرة التي استدعتها لبيع القهوة العربية والرطب بجانب أحد المطاعم المشهورة في محافظة الطائف لكان لهما مكان آخر. مضيفة أن كسب القوت بالحلال والمهنة الشريفة لا يعيب الإنسان مطلقاً سواءً أكان متعلماً أم غير ذلك، وأشارت إلى أن دعاء والدتيهما لهما بالتوفيق وأن يشغلا وقتيهما بالاستغفار وذكر الله جعل منهما "قوة صامدة"، وجرأة في عرض بضاعتهما من القهوة والرطب.
وقالت حنان إنها تقوم هي وشقيقتها بعمل القهوة، وتعبئة الترامس بها وبيعها للزبائن، مشيرة إلى أن الترامس التي يتم تعبئة القهوة بها لا يطلب إعادتها من الزبون بل نبيعها كاملة بما فيها بمبلغ مالي يصل إلى 30 ريالاً (8 دولارات) للترمس الواحد.
وذكرت حنان أن عملهما هذا يقتصر على شهر رمضان فقط دون بقية أشهر السنة الأخرى، وذلك لأن الطائف في هذه الفترة تكون عاجة بالناس والمصطافين من كل حدب وصوب إضافة إلى الإقبال الكبير في رمضان على شرب القهوة العربية وتناول الرطب السكري، وهذا الرطب الجيد لا يتوفر إلا في رمضان.
وأضافت حنان أنها تمكث من قبل صلاة العصر بدقائق إلى صلاة المغرب أو تنتظر أحياناً لتقوم بتوزيع الرطب وترمس قهوة على عمال المطعم مجاناً، وذلك كإفطار صائم عن والدتها، وبينت أن زبائنها منتشرون في كل مكان ولا يقتصرون على الطائف وحدها، بل هم من الرياض ونحو ذلك.
وفي سياق مختلف، أوردت صحف سعودية أن نحو 200 سعودي من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل نظموا احتجاجاً نادراً في العاصمة الرياض مطالبين بتوفير فرص عمل. ونشرت الصحف صوراً لخريجي جامعات حكومية أثناء تجمعهم يوم السبت أمام وزارة التعليم للمطالبة بتوفير فرص عمل.
[right]